للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} (١).

إن الخليل هو المرآة التي تعكس صورتك للناس وتريهم من تكون ... فالمرء على دين خليله، فلينظر المرء من يخالل.

قال أبو سليمان: قوله «المرء على دين خليله» معناه: لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته، فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه ... ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيًا في دينه ومذهبه (٢).

أنت في الناس تقاس ... بمن اخترت خليلا

فاصحب الأخيار تعلو ... وتنل ذكرًا جميلا

وانظر أخي المسلم إلى موقف الأخلاء من بعض يوم القيامة وهو أهم المواقف وأعظمها شأنًا، قال جل وعلا يصف حالتهم: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (٣).

* وفي وصف عجيب وتصوير دقيق للصحبة وأثرها قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن


(١) سورة الكهف الآية: ٢٢.
(٢) العزلة ٥١٠.
(٣) الزخرف ٦٧.

<<  <   >  >>