للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمير، فعليك الطاعة، فأخذنا المطر ليلة فوقف على رأسي إلى الصباح وعليه كساء وأنا جالس يمنع عني المطر ... فكنت أقول مع نفسي: ليتني مت ولم أقل: أنت الأمير (١).

أين أخي الحبيب هؤلاء من رفقة اليوم .. وصحبة هذا الزمن؟ !

ولهذا قال المأمون: الإخوان ثلاثة: أحدهم: مثله مثل الغذاء لا يستغنى عنه، والآخر: مثله مثل الدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث: مثله مثل الداء لا يحتاج إليه قط .. ولكن العبد قد يبتلى به وهو الذي لا أنس فيه ولا نفع ..

وقد قيل: مثل جملة الناس كمثل الشجر والنبات .. فمنها ما له ظل وليس له ثمر وهو مثل الذي ينتفع به في الدنيا دون الآخرة فإن نفع الدنيا كالظل السريع الزوال ومنها ما له ثمر وليس له ظل وهو مثل الذي يصلح للآخرة دون الدنيا، ومنها ما له ثمر وظل جميعًا، ومنها ما ليس له واحد منهما كأم غيلان تمزق النبات ولا طعم فيها ولا شراب، ومثله من الحيوانات الفأرة والعقرب.

الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم لا ... يستوون كما لا يستوي الشجر

هذا له ثمر حلو مذاقته ... وذاك ليس له طعم ولا ثمر (٢)


(١) الإحياء ٢/ ١٩٩.
(٢) الإحياء ٢/ ١٨٧.

<<  <   >  >>