للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبصرته وكأنه … ملقى عليه رداء ورد

متململاً كالصب أو … ذن من أحبته بصد

وكأنما بحشاه ما … بحشاي من قلق ووجد

وقال تميم المعز، وأحسن التشبيه (١):

يوم لنا بالنيل مختصر … وبكل يوم مسرة قصر

والسفن تصعد كالخيول بنا … فيه وجيش الماء ينحدر

فكأنما أمواجه غرف … وكأنما داراته سرر

وقال محمد بن الحسن:

النهر مكسو من الأزهار … برداً أنيقاً مثل ثوب …

يجري بمسك أو بذوب نضار (٢)

وإذا استقام رأيت صفحة منصل … وإذا استدار رأيت عطف سوار

وقال أبو الحسن محمد بن الوزير، في تدرج زيادة الماء إصبعاً إصبعاً، ومنفعة ذلك التدرج:

أرى أبداً كثيراً من قليل … وبدراً في الحقيقة من هلال

فلا تعجب فكل قليل ماء … بمصر مسبب لخليج مال

زيادة إصبع في كل يوم … زيادة أذرع في حسن حال

فإذا كان في الخامس عشر ذراعاً وزاد من السادس عشر إصبعاً واحدة كسر الخليج (٣).

ولكسره يوم معدود، ومقام مشهود، ومجتمع غاص، يحضره العام والخاص. وإذا كسر فتحت التّرع - وهي فوّهات الخلجان - ففاض الماء


(١) الأبيات التالية لم أجدها في ديوان تميم.
(٢) في الأصل: «يجرى لسك ذوب نضار».
(٣) في الأصل: «نفعت نفعا عظيما»، وأثبت ما عند المقريزي في (١: ٥٩).

<<  <   >  >>