والحكام المصريون يبغون على قومهم هذا البغي، ويدافعون عن الإنجليز بهذه القوة والقسوة، موالاة للانجليز وتحببًا إليهم وإبقاء على سلطان الاحتلال غير المشروع، ذلك السلطان الذي يستمدون منه سلطانهم، ويربطون بمستقبله مستقبلهم.
أهؤلاء مسلمون؟:
وحكام مصر وزعماؤها الذين يزعمون أنهم يجاهدون في سبيل حرية مصر واستقلالها هم قبل كل شيء مسلمون، مسلمون على الأقل بأسمائهم ولآبائهم، وإن كانوا لا يرضون لأنفسهم إلا أن يكونوا مسلمين بعقولهم وقلوبهم، ولكنهم كم فتقوا في الإسلام الفتوق وجلبوا عليه البوائق، وما في تاريخ أحدهم أنه قدم خدمة للإسلام أو أقام حُكْمًا من أحكام الإسلام أو عادى أعداء الإسلام أو وَالَى أنصار الإسلام.
إن الإسلام يُحَرِّمُ كل التحريم على المسلم أن يوالي غير المسلمين، ولم يجز موالاة الكافرين إلا للتقاة، على أن يكون عمل المسلم خالصًا للإسلام والمسلمين، وأن لا يترتب على موالاة الكافرين إلا النكاية بهم.
والقاعدة في الإسلام أن المؤمن وَلِيُّ المؤمن، وأن الكافر وَلِيُّ الكافر، وأن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أمة واحدة {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}[المؤمنون: ٥٢]. وأن المؤمنين في كل بلاد العالم إخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: ١٠]. وأن الكفر كله ملة واحدة.