للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

صحفة؟ ! فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها! !

* وكان ذر بن عمر بن ذر؛ من أبر الناس بأبيه، فما مشي معه في ليل، إلا وكان أمامه، وما مشي معه في نهار؛ إلا كان وراءه، وما ارتقى على سقف تحته أبوه! .

* وكان الفضل بن يحيى البرمكي شديد البر بأبيه، وكان أبوه يحيى؛ لا يتوضأ إلا بماء ساخن، ولما سجنوا؛ منعهم السجان ذات ليلة من إدخال الحطب، فلما أخذ يحيى مضجعه، قام الفضل إلى قمقم نحاس، فملأه ماء، ثم أدناه من المصباح، فلم يزل قائمًا، وهو في يده إلى الصباح! ففطن السجان لذلك، وفي الليلة التي تليها منعهم من إنارة المصباح، فقام الفضل إلى إناء وجعل فيه ماء ثم ألصقه بأحشائه حتى الصباح، ففترت برودة الماء، فقدمه لأبيه؛ ليتوضأ به!

* وكان حجر بن عدي بن الأدبر، يلتمس فراش أمه بيده؛ فيتهم غلظ يده فينقلب عليه على ظهره، فإذا أمن أن يكون عليه شيء أضجعها!

أخي المسلم: كان تلك بعض الصور الصادقة لأبناء بارين .. فلا تعجزن أن تكون من أولئك الأبناء الذين صدقوا في برهم بوالديهم .. فإن برك بأبويك طريقك إلى رضا الله تعالى .. وتأييده في الدنيا والآخرة ..

والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه والتابعين ..

<<  <