ولكن هذا الجاهل، غاب عنه؛ أن بر الوالدين ليس فيه إهانة ولا مذلة؛ بل إن المذلة في عدم طاعتهما!
قال تعالى:{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}[الإسراء: ٢٤].
قال عروة رحمه الله: هو أن لا يمنعهما من شيء أراداه.
وقال طاوس رحمه الله:(إن من السنة أن نوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد).
وأبصر أبو هريرة - رضي الله عنه - رجلين، فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي. فقال: لا تسمه باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله.
* استئذانهما إذا نوى السفر الطويل؛ لطلب علم أو غيره:
من البر استئذان الوالدين عند السفر الطويل؛ الذي يغيب صاحبه مدة طويلة.
فإن رضا الوالدين من الأمور الضرورية في مثل هذه الحالة. ولك أن تعتبر أن إذن الوالدين واجب؛ حتى في حق الذي يريد الخروج إلى الجهاد.
عن طلحة بن معاوية السلمى - رضي الله عنه -، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إني أريد الجهاد في سبيل الله. قال:«أمك حية؟ » قلت: نعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الزم رجلها فثم الجنة! »[رواه الطبراني/ صحيح الترغيب للألباني: ٢٤٨٣].