للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

جَهنَّمَ فأَبْرِدُوْها (١) عنكُمْ بماءِ زَمْزَمَ")) (٢)


(١) قوله "فأبردوها" روي بوجهين:
أحدهما: بقطع الهمزة وفتحها، رباعيّ من أبردَ الشيء: إذا صيّره بارداً مثل أسخَنَه: إذا صيّره ساخنًا.
والثاني: بهمزة الوصل المضمومة من برَدَ الشيءَ يبرُدُه، وهوأفصح لغة واستعمالاً، والرباعي لغة رديئة عندهم قال عروة بن أذينة:

إذا وجدتُ لهيبَ الحُبِّ في كبِديُ ... أقبلْتُ نحوَ سِقاءِ القومِ أبْتَرِدُ
هَبْني بَرَدْتُ ببردِ الماءِ ظاهرَه ... فمن لنارٍ على الأحشاءِ تَتَّقِدُ

انظر: زاد المعاد (٤/٢٦-٢٧) ، والشعر والشعراء (ص٥٨٠) ، وزهر الآداب (١/١٦٧) ، ووفيات الأعيان (٢/٣٩٤) .
(٢) صحيح.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/٢٢٩) عن أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن العباس المؤدِّب وأبي شعيب الحرّاني به.
وأخرجه البخاري (٦/٢٣٨ح٣٢٦١) ، كتاب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، من طريق أبي عامر العقدي عن همام به، وفيه "بالماء أو بماء زمزم" بالشك.
وأخرجه أحمد (١/٢٩١) ، وابن حبان (٧/٦٢٣) والحاكم (٤/٤٠٣) من طريق عفان به، قال الحاكم: "صحيح على شرطهما ولم يخرجاه بهذه الزيادة".
وتعقبه الحافظ في "إتحاف المهرة" (٨/١٢٣/ح٩٠٤٦) فقال: "أخرجه البخاري من هذا الوجه". اهـ.
قلت: وهو كما قال، كما تقدم في التخريج.

وقوله: "بماء زمزم" وورد في بعض الروايات "بالماء أو بماء زمزم" شك فيه راويه كما عند البخاري، وقد تعلق بهذا الشك من قال بأن ذكر ماء زمزم ليس قيداً لشكّ راويه فيه، وممن ذهب إلى ذلك ابن القيّم، وتعُقّب بأنه وقع في رواية أحمد عن عفان عن همام "فأبردوها بماء زمزم" ولم يشكّ. وكذا أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم من رواية عفان ـ وإن كان الحاكم وهم في استدراكه ـ، وترجم له ابن حبان بعد إيراده حديث ابن عمر فقال: ذكر الخبر المفسِّر للماء المجمل في الحديث الذي قبله، وهو أن شدّة الحمّى تبرد بماء زمزم دون غيره من المياه، وساق حديث ابن عباس.
وقد تعقب على تقدير أن لا شكّ في ذكر ماء زمزم فيه بأن الخطاب لأهل مكة خاصّة لتيسر ماء زمزم عندهم كما خصّ الخطاب بأصل الأمر بأهل البلاد الحارّة.
فتح الباري (١٠/١٧٦) وانظر زاد المعاد (٤/٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>