قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول لرجل من أهل خراسان ـ وسأله عن محمد بن الأزهر الجوزجاني ـ فقال: "لا تكتبوا عنه حتى يتوب"، وذاك أنه بلغه أنه تكلم في القرآن فقال: لا تكتبوا عنه حتى لا يحدّث عن الكذّابين". وقال ابن عدي: "ومحمد بن الأزهر هذا ليس بمعروف، وإذا لم يكن معروفاً يحدّث عن الضعفاء فسبيلهم سبيل واحد، لا يجب أن يشتغل برواياتهم وحديثهم"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "روى عنه أحمد بن سنان، كثير الحديث، من جلساء أحمد بن حنبل"، وقال الحاكم: "هو ثقة مأمون صاحب حديث". العلل لأحمد (٣/٢٦١) ، والضعفاء للعقيلي (٤/٣٦) ، والجرح والتعديل (٧/٢٠٩) ، والكامل لابن عدي (٦/١٣٢) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (١/٣٩) ، واللسان (٥/٦٤) . (٤) هو محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي، الصنعاني، أبو يوسف المصّيصي، وثقه ابن سعد، ويحيى بن معين. وقال أبو حاتم: "كان رجلا صالحاً يسكن المصّيصة، وأصله من صنعاء، وفي حديثه بعض الإنكار". وقال مرة: سمعت الحسن بن الربيع يقول: "محمد بن كثير اليوم أوثق الناس، وكان يكتب عنه وأبو إسحاق الفزاري حيّ، وكان يعرف بالخير"، وقال صالح بن محمد: "صدوق كثير الخطأ"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويغرب"، وضعفه أحمد، قال عبد الله: "ذكر أبي محمد بن كثير فضعفه جدًّا، وضعّف حديثه عن معمر جدّا، وقال: "هو منكر الحديث"، وقال: "يروي أشياء منكرة"، وقال البخاري: "لين جدًّا"، وقال أبو داود: "لم يكن يفهم الحديث". وقال أبو زرعة: "دفع إليه كتاب الأوزاعي، في كل حديث مكتوب: حدّثنا محمد بن كثير، فقرأه إلى آخره، يقول: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ الأوزاعي، وهو محمد بن كثير"، وقال أبو يعلى الخليلي: "يتفرد بأحاديث"، وقال ابن عدي: "ومحمد بن كثير له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة أحاديث عداد، مما لا يتابعه أحد عليه"، وقال الذهي "مختلف فيه، صدوق اختلط بآخره، توفي سنة ست عشرة ومائتين". قلت: والظاهر أن الأصل في أمره أن يكون صدوقا، فلما اختلط كثر أوهامه، وفحشت أخطاؤه تُتَجَنَّب أحاديثُه، فما تفرد به عُدَّ منكراً والله أعلم. الطبقات لابن سعد (٧/٤٨٩) ، والعلل لأحمد (٣/٢٥١) ، والتاريخ الكبير (١/٢١٨) ، والجرح والتعديل (٨/٦٩) ، والضعفاء للعقيلي (٤/١٢٨) ، والكامل لابن عدي (٦/٢٥٤) ، والثقات لابن حبان (٩/٧٠) ، والإرشاد (٢/٤٧٧) ، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (١/٩٤) ، وتهذيب الكمال (٢٦/٣٢٩-٣٣٣) ، والكاشف (٢/٢١٢) ، والتقريب (٥٠٤/ت٦٢٥١) .