(٢) ومن النعيم النفسي ما جاء في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - أنه ((يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة، هل تعرفون هذا؟ فيشرئبّون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، ويقال: يا أهل النار، هل تعرفون هذا؟ فيشرئبّون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، فيُؤمَر به فيُذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت))، [مسلم، برقم ٢٨٤٩]، وفي حديث عبد الله بن عمر نحوه، وقال: ((فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم))، [مسلم، برقم ١٨٥٠]. ومن أعظم النعيم النفسي النظر إلى وجه الله الكريم؛ لقول الله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦]. فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم، وقوله تعالى: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: ٣٥]. والمزيد هو النظر إلى وجه الله الكريم، وقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: ٢٢ - ٢٣]. وفي الحديث: ((فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئاً أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم - عز وجل -)) [مسلم، برقم ١٨١].