للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكامل الذي يترتّب عليه الأجر الجزيل؛ لكثرة المشقة فيه، وأصل الصدم الضرب في شيء صلب، ثم استعمل مجازًا في كل مكروه حصل بغتة (١).

٢٨ - أمور لا تنافي الصبر ولا بأس بها، منها ما يأتي:

الأمر الأول: الشكوى إلى الله تعالى؛ فالتضرّع إليه، ودعاؤه في أوقات الشدّة عبادة عظيمة، فإن الله أخبر عن يعقوب بقوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (٢).

وقال تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى الله أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (٣).

وقال تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (٤).

وأيوب عليه الصلاة والسلام أخبر الله عنه بقوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (٥).

وقال الله تعالى عنه: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (٦)، فإذا أصاب العبدَ مصيبةٌ فأنزلها بالله، وطلب كشفها منه فلا ينافي الصبر (٧).


(١) شرح النووي على صحيح مسلم، ٦/ ٤٨١.
(٢) سورة يوسف، الآية: ١٨.
(٣) سورة يوسف، الآية: ٨٣.
(٤) سورة يوسف، الآية: ٨٦.
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ٨٣.
(٦) سورة ص، الآية: ٤٤.
(٧) انظر: الصبر الجميل، لسليم الهلالي، ص٨٤.

<<  <   >  >>