[المبحث الثاني: إسلام أبي سفيان، والعرض العسكري أمامه]
عرض العباس على أبي سفيان أن يركبه معه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسارا على بغلته البيضاء، لا يعترضها المسلمون، وفي الصباح قابل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان فقال له:
((ويحك يا أبا سفيان، أما آن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟)).
- فقال أبو سفيان: بأبي أنت ما أكرمك، وما أوصلك، لقد ظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئاً.
- فقال عليه الصلاة والسلام:((ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟!)).
- فقال: أما هذه، فإن في النفس شيئاً منها حتى الآن.
- فقال له العباس: ويحك أسلم!!
فأسلم، وشهد شهادة الحق.
فقال أبو الفضل (العباس): يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئاً.
قال: نعم: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن)) (١).
وقد تم العرض العسكري أمام أبي سفيان.
(١) أخرجه البخاري، برقم ٤٢٨٠ مختصراً، وغيره، ويأتي تخريجه، وانظر: عبد العزيز العبيدي، من معارك المسلمين في رمضان، ص٣١، ٣٢.