(٢) ذكر ابن هشام في السيرة، ٤/ ١٠ - ١١ الأبيات التي قالها عمرو بن سالم الخزاعي أمام رسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: ...
يا ربّ إني ناشد محمّداً ... حلفَ أبيه وأبينا الأتلدا قد كنتم وُلداً وكنا والِدا ... ثَمَّت أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر هداك الله نصر اً أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجرّدا ... إن سِيم خسفاً وجهه تربَّدا في فيلق كالبحر يجري مُزبداً ... إن قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكَّدا ... وجعلوا لي في كَدَاءٍ رُصَّدا وزعموا أن لست أدعو أحداً ... وهم أذلّ وأقلّ عددا هم بيَّتونا بالوتير هُجَّدا ... وقتَّلونا ركَّعاً وسُجَّدا
وذكر هذه الأبيات أيضاً ابن القيم في الزاد، ٣/ ٣٩٦، وأضاف للبيت الرابع: أبيض مثل البدر يسموا صُعُدا، وجعل عجز البيت الرابع صدر البيت الخامس، وهكذا حتى نهاية الأبيات، فجاء عجز البيت الأخير في سطر مستقل، كما ذكر أن صدر البيت الأول: فانصر هداك الله نصراً أبداً. قال الأرنؤوط في تحقيقه لزاد المعاد لابن القيم، ٣/ ٣٩٦: في قصة عمرو بن سالم وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نصرت يا عمرو بن سالم)) أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق بلا سند، ووصله الطبراني في الصغير، ص ٢٢٢ من حديث ميمونة بنت الحارث رَضْيَ اللَّهُ عنْهَا بإسناد ضعيف)). كما أن الحافظ ابن حجر ذكر الأبيات مختصرة، وفيها تقديم وتأخير، انظر: الفتح، ٧/ ٥١٩ - ٥٢٠، وانظر أيضاً: عمر بن عبد العزيز العبيدي، من معارك المسلمين في رمضان، ص٢٧، ٢٨. شرح الكلمات الغريبة: * ومعنى ناشد: طالب، ومذكّر. * والأتلد: القديم. * ونصراً أعتداً: أي حاضراً. * والمدد: العون. * وتجرّدا: شمّر، وتهيّأ لحربهم. * وسيم خسفاً، معناه: طلب منه، وكلفه. * وتربدا: تغيرا [حاشية سيرة ابن هشام، ٤/ ١١].