للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلب الخامس

لا نثبت النبوة لأحد إلاّ بدليل

يذكر علماء التفسير والسير أسماء كثير من الأنبياء نقلاً عن بني إسرائيل، أو اعتماداً على أقوال لم تثبت صحتها، فإن خالفت هذه النقول شيئاً مما ثبت عندنا من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم رفضناها، كقول الذين قالوا: " إنَّ الرسل ثلاثة الذين أرسلوا إلى أصحاب القرية المذكورة قصتهم في سورة يس كانوا من أتباع عيسى، وأن جرجيس وخالد بن سنان كانا نبيين بعد عيسى " (١) .

نردّ هذّا كله، لأنَّه ثبت في الحديث الصحيح أنّه ليس بين عيسى ابن مريم وبين رسولنا صلوات الله وسلامه عليهما نبيٌّ (٢) .، فالرسل المذكورون في آية سورة يس إما رسل بعثوا قبل عيسى، وهذا هو الراجح، أو هم - كما يقول بعض المفسرين - مبعوثون من قبل عيسى وهذا بعيد، لأ، الله أخبر أنّه مرسلهم، والرسول عند الإطلاق ينصرف إلى الاصطلاح المعروف، وما ورد من أنَّ خالد بن سنان نبي عربي ضيعه قومه فهو حديث لا يصحُّ، وهو مخالف لحديث صحيح أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أنَّ عدد الأنبياء الذين من العرب أربعة (٣) .

أما ما ورد عن بني إسرائيل من أخبار بتسمية بعض الأنبياء مما لا دليل عليه من الكتاب والسنة، فلا نكذَّبه، ولا نصدّق به، لأنَّ خبرهم يحتمل الصدق والكذب.


(١) فتح الباري: (٦/٤٨٩) .
(٢) حديث صحيح رواه البخاري: (٣٤٤٢) ومسلم: (٢٣٦٥) ونصه: " ليس بيني وبينه نبي ".
(٣) رواه ابن حبان في صحيحه: ٢/٧٦ (٣٦١) .

<<  <   >  >>