فالأول عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، أبو الوليد، وقيل: أبو خالد الأموي مولاهم المكي ...
والثاني النعمان بن ثابت بن زُوطَى التيمي مولاهم الكوفي، وقيل: هو من أبناء فارس، قال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة فيما رُوِيَ عنه:«أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ بْنِ المَرْزِبَانِ، مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ الأَحْرَارِ، واللهِ مَا وَقَعَ عَلَيْنَا رِِقٌّ قَطُّ». انتهى.
رأى الإمامُ أنسَ بن مالك غير مرة، لما قدم عليهم الكوفة، فيما رواه سيف بن جابر سماعًا من أبي حنيفة، وَحَدَّثَ عن عطاء، ونافع، وعمرو بن دينار، والأعرج، وقتادة، وخلق من الأخيار.
وكان أحد أئمة الأمصار، فقيه العراق، متعبدًا، كبير الشأن، وكان يتجر، ولا يقبل جوائز السلطان.
وهو أحد من كان يختم في ركعة القرآنَ، ومكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العتمة، وفضائله كثيرة معروفة. قال الشافعي:«النَاسُ فِي الفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ». انتهى.
وذكره أيضًا الإمام المحدث جمال الدين يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الصالحي الحنبلي الشهير بابن المِبْرَدِ (بكسر الميم وسكون الموحدة، وفتح الراء الخفيفة) في كتابه " طبقات الحفاظ " وقد نقل عنه الشيخ العلامة المحدث عبد اللطيف بن المخدوم العلامة محمد هاشم السندي، في كتابه " ذَبُّ ذُبَابَاتِ الدراسات، عن المذاهب الأربعة