ثم ذكره بعدهم خاتمة الحفاظ الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه " طبقات الحفاظ " وقد ذكرتُ ما قاله السيوطي في ترجمة الإمام أبي حنيفة في " التعليقات على ذب ذبابات الدراسات عن المذاهب الأربعة المتناسبات " فليراجع، وقد طبع كتاب " طبقات الحفاظ " للسيوطي في أوروبا وبيروت. وقال في مبدأ كتابه:
«أما بعد، فَهَذَا كتاب " طَبَقَات الحفاظ " وَمُعَدِّلِي حَمَلَةِ العِلْمِ النَّبَوِيِّ وَمن يرجع إِلَى اجتهادهم فِي التوثيق وَالتَّجْرِيح، والتضعيف والتصحيح. لخصتها من " طَبَقَات " إِمَام الحفاظ أبي عبد الله الذَّهَبِيِّ، وذيلت عَلَيْهِ من جَاءَ بعده».
ثم ذكره مِنْ بَعْدِهِ الشيخ العلامة المحدث محمد بن رستم بن قُبَادٍ الحارثي البَدَخْشِيِّ، أحد البارعين في علم الحديث والرجال، في كتابه " تراجم الحفاظ "، وهو مجلد ضخم في تراجم الحفاظ، استخرجها من كتاب " الأنساب " للإمام الحافظ السمعاني، مع اختصار في بعض التراجم وزيادة مفيدة في أكثرها، فرغ من تصنيفه يوم الخميس لتسع خَلَوْنَ من ربيع الأول سنة ست وأربعين ومائة وألف بمدينة دِهْلِي عاصمة الهند، فقال ما نصه:
«النعمان بن ثابت الكوفي أبو حنيفة الإمام الأعظم، أحد الأئمة
(١) ١/ ٤٤٥، قامت بنشره لجنة إحياء الأدب السِّنْدِي بكراتشي ١٣٧٩ هـ.