من هذا العصر إلى الآخر, انفرط عَقْد الصدق عند من غلبت عليه الشقاوة, وَجَنَّدَ الوَضَّاعُوْن من الطرقية وغيرهم أَنْفُسَهم لاختلاق المرويات لِعَقْدِ نِظَام السُّبَح, في عصر التابعين, ومن بعدهم, واتسعت أغراض اتخاذها, ديانة, وتعاويذ, وشعاراً لأَهل الذكر, واتخذها الصف المقابل, للعب, والتلهي, وتنافسوا في نظمها ومادتها, ومن تتبع كتب السير, والتراجم, والكرامات, رأى من ذلك عجباً, ومنها:
١ - ذكر بعض الإِخباريين, منهم أبو الفرج الأصفهاني المتوفى سنة ٣٥٦ في:((الأغاني ٨/ ٣٤٤)): أن والي المدينة عثمان بن حيان المري المتوفى سنة ١٥٠ المولَّى عليها من قِبَل الوليد الأُموي, أراد إخراج المغنية سلامة القُسِّ المتوفاة نحو ١٣٠ من المدينة؛ لما شهرت به من حذق الغناء, والأوتار, فشفع لها ابن عتيق عنده, فوكَّله على شأنها, وقال له: لا يدعك الناس, ولكن اسمع منها, فإن رأيت أن مثلها