أي من بعد عصر الصحابة - رضي الله عنهم - وعصر التابعين, وبخاصة في العصر الأموي, والعصر العباسي.
بدأت السُّبحة وأخذت في أطوار في مادتها, وفي أغراضها, وفي أعداد حَبَّاتها وفي محل اتخاذها, وأن السبحة عَبَرت إلى بلاد العرب, عن طريقين: الروافض والمتصوفة.
قال الشهابي (١): ((يرجع انتشار السبحة في بعض البلاد الإِسلامية إلى استخدام الصوفية لها؛ إذ يعتبرونها أصلاً من الأصول المرعية في طرائقهم, وعوائدهم؛ لاستخدامها في حلقات الذكر, ويحفظونها في صندوق خاص بها, ولها قوم يقومون على استخدامها في الأوراد والأذكار, ويعرفون بـ ((شيوخ السَّبْحَة)) وبعض طوائف الصوفية ترى ضرورة وضع المسبحة في العنق؛ لأَن هذا عندهم أحفظ وَأَثْوَبُ, وهذا التقليد واجب عند بعض طوائف الصوفية, وبعض الطوائف تنكر هذا التقليد)). انتهى.
(١) من مقالة: بأقلام القراء في: مجلة الوعي الإسلامي العدد / ١٤٠ لعام ١٣٩٦ ص / ١٠٥, ١٠٦.