واعلم أن أصحاب الطرق, تَعَلَّقُوا بالسُّبْحَة, وشُغِفوا بها, حتى صارت سمة لهم وشعاراً, وكل أصحاب طريقة يذكرون لها من الكرامات, والخصائص, والأوصاف, ما لا يخطر على بال, فصارت من لوازم الطريق بداية ونهاية, ومن وظائف المريد, ولو أخذت أتتبع ما لديهم بشأنها من الأقوال والأفعال؛ لطال الكلام, وكله من بابة واحدة:
الغلو, والإِسراف, من جهة, والاختلاق, والتصورات الشيطانية, من جهة أخرى, وهكذا من ضل عن الطريق النبوي وقع في مثل هذه النقائص.
وأكتفي هنا بسياق مقتطفات بنصها من كتاب:((تحفة أهل الفتوحات والأذواق في اتخاذ السُّبْحَة وجعلها في الأعناق وبعض الآداب. . .)) تأليف فتح الله بن أبي بكر بن عبد السلام بن حمدون البناني الشاذلي الدرقوي المتوفى سنة ١٣٥٣, فإن هذا الكتاب يقع في:((١٥٦)) صفحة, تكلم عن السُّبْحَة من ص / ٣ - حتى ص / ٢٠ وما بعد ذلك فهو في آداب الطريقة, وأسوق هذه المقتطفات جاعلاً لها عناوين؛