قال:(وقال أيضاً - رضي الله عنه - في الرسالة الأولى ما نصه: ((اتخاذ السبحة وجعلها في العنق واليد)) قد علمت يا أخي أن اتخاذ السبحة للذكر مما لا خلاف فيه بين العلماء من حيث إنها فعلت بين يديه - صلى الله عليه وسلم - وأقرها كما في كريم علمكم, ويكفي في تصحيح هذا المعنى ما خرجه السيوطي في الحاوي على الفتاوي, وذكر أن تأليفاً سماه ((المنحة في اتخاذ السبحة)) وحيث كان الأصل جائزاً فالفرع يا أخي لا عليك فيه من حيث الكبر والغلظ, سيما وقد قال بعض العارفين: السبحة الغليظة تنشط الباطن, والسبحة الرقيقة تنشط الظاهر وتورث الوسوسة في الباطن).
(وكل من له أدنى نصيب من سكون الذكر - أي طمأنينيته - يجد السبحة الغليظة أفضل من الرقيقة, لذلك قال بعضهم: السبحة الفاخرة تنشط الباطن, والسبحة الرقيقة تنشط الظاهر).