للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَعْرِفَة الْجِنْس وَالنَّوْع والفصل والخاصة وَالْعرض، والمقدمتين والنتيجة وَالْقِيَاس المنتج. وَاتبعهُ أَيْضا فِي قِيَاس مَا لم يرد فِيهِ قُرْآن أَو حَدِيث على مَا ورد فِيهِ؛ وَهَكَذَا فتح كل من أُولَئِكَ الْأَئِمَّة الْعِظَام لمن بعده ميداناً وَاسِعًا، فجَاء أتباعهم ومدوا الْأَطْنَاب وَأَكْثرُوا من الْأَبْوَاب، وتفننوا فِي الأشكال وتنويع الْأَحْكَام، وأحدثوا علمي الْأُصُول وَالْكَلَام. وَهَذَا التوسيع كُله لَيْسَ من ضروريات الدّين بل ضَرَره اكثر من نَفعه، وَمَا أشبه الْأُمُور الدِّينِيَّة بالأمور المعاشية: كلما زَاد التأنق فِيهَا بِقصد استكمال أَسبَاب الرَّاحَة سلبت الرَّاحَة.

وَالْقَوْل الَّذِي فِيهِ فصل الْخطاب: أَن الله سُبْحَانَهُ وَله الحكم لم يرض منا أَن نتبع الأعلم الْأَفْضَل، بل كلفنا بِأَن نستهدي من كِتَابه وَسنة رَسُوله على حسب إمكاننا وطاقتنا وَهُوَ يرضى منا بجهدنا حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا} ، فنسأل الله التَّوْفِيق لسواء السَّبِيل.

قَالَ الْأُسْتَاذ الرئيس: إِنِّي أَحْمد الله على توفيقه إيانا إِلَى هَذَا الِاجْتِمَاع الْمُبَارك، الَّذِي استفدنا مِنْهُ مَا لم نَكُنْ نعلمهُ من قبل عَن حَالَة إِخْوَاننَا وَأهل ديننَا فِي الْبِلَاد المتباعدة. وَلم يكن يسمع بَعْضنَا عَن بعض شَيْئا إِلَّا من السواح الغرباء الجهلاء الَّذين لَا يعْرفُونَ

<<  <   >  >>