الْعَزِيز (عَبَّاس الثَّانِي) يكون عضداً للقائمين بإعزاز الدّين وحاميا فخريا للجمعية، وَلَا بدع فَإِنَّهُ خير أَمِير شَاب نَشأ على الْغيرَة الدِّينِيَّة وَالْحمية الْعَرَبيَّة. خُصُوصا جنابه السَّامِي من آل بَيت حازوا بَين سَائِر مُلُوك الْإِسْلَام وأمرائها قصب السَّبق فِي الإطلاع على أَحْوَال الدُّنْيَا، فاجتهدوا فِي الترقيات السياسية والعمرانية والعلمية والتنظيمية والمدنية.
حَتَّى أَن النهضة العثمانية بِكُل فروعها مسبوقة فِي مصر ومقتبسة عَنْهَا. بل كَمَا يعلم العارفون إِنَّمَا تقدّمت الدولة الْعلية العثمانية بعض خطوَات فِي ميدان المدنية والعمران مدفوعة بأيدي المرحومين مُحَمَّد عَليّ وَإِبْرَاهِيم وفاضل وكامل وَغَيرهم من الْأُمَرَاء حَتَّى والأميرات المصريات، فَمَا كَانَ رشيد وعالي وفؤاد وَكَمَال ومدحت وعوني وَبَقِيَّة أَحْرَار الأتراك إِلَّا وَأَكْثَرهم آلَات أوجدها ومدها بِالْقُوَّةِ هَؤُلَاءِ الْعِظَام. وَلَا غرو فقد يحمل الابْن أَبَاهُ على الرشد وان أَبَاهُ.
وَلَوْلَا تهاون سعيد وتطاول إِسْمَاعِيل، وَسُقُوط نُفُوذ الفرنسيس بِحَرب السّبْعين، وانفراد الإنكليز ويأسهم من قبُول الْمَرِيض التمريض، وتهاتر قوات الدول بتوازنها، لبقيت تِلْكَ الْحَرَكَة مستمرة وَلما رَجَعَ الشَّيْخ إِلَى دور الانحلال وَلَا وَقع الابْن فِي دور