فَأتيت بَلْدَة لَا اسميها، وَمَا أطلت الْمقَام فِيهَا حَيْثُ وَجدتهَا كَمَا وصف أُخْتهَا أَبُو الطّيب بقوله:
(وَلم أر مثل جيراني ومثلي ... لمثلي عِنْد مثلهمو مقَام)
(بِأَرْض مَا اشْتهيت رَأَيْت فِيهَا ... فَلَيْسَ بفوتها الْإِكْرَام)
فَخرجت مِنْهَا سالكا الطَّرِيق البحري من إسكندرون معرجاً على بيروت فدمشق ثمَّ يافا فالقدس، ثمَّ جِئْت إسكندرية فمصر، ثمَّ من السويس يممت الحديدة فصنعاء فعدن، وَمِنْهَا قصدت عمان فالكويت، وَمِنْهَا رجعت إِلَى الْبَصْرَة وَمِنْهَا إِلَى حَائِل إِلَى الْمَدِينَة على منورها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، على مَكَّة المكرمة فوصلتها فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة؛ فَوجدت أَكثر الَّذين أجابوا الدعْوَة مِمَّن كنت اجْتمعت بهم من أفاضل الْبِلَاد الْكَبِيرَة الْمَذْكُورَة وسراتها قد سبقوني بموافاتها، وَمَا انتصف الشَّهْر وَهُوَ موعد التلاقي إِلَّا وَقدم الْبَاقُونَ مَا عدا الأديب الْبَيْرُوتِي الَّذِي حرمنا الْقدر ملاقاته لسَبَب أَنبأَنَا عَنهُ فعذرناه.
وَفِي أثْنَاء انتظارنا منتصف الشَّهْر، سعيت مَعَ بعض الإخوان الوافدين فِي تحري وتخير اثنى عشر عضوا أَيْضا لأجل إضافتهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute