ويقول سبحانه وتعالى:(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا)[النساء: ١١٤].
فالمحدثون يرون العلم أرفع من الكراسي، بل أعظم من هذا أن بعض العباسيين لعله المأمون قيل له: هل بقي شيء من لذات الدنيا لم تنله؟ قال: بقى، أن أحدث ويجتمع عندي المحدثون ويقولوا: هات غفر الله لك، فاجتمع حاشيته الذين يريدون الترفيه عليه، وليس من أجل الحديث فاجتمعوا عنده ومعهم ألواحهم وأقلامهم فقالوا: هات غفر الله لك، قال: لستم بأولئك، أولئك الدنسة ثيابهم الشعثة رؤوسهم المشققة أرجلهم.
وعند أن مَرَّ عبد الله بن المبارك ببيت هارون الرشيد وهو عالم خراسان ومفتيها سمعت جارية من جواري هارون الرشيد جلبة فأطلت من النافذة فوجدت الناس فقالت: من هذا؟ قالوا: هذا عالم خراسان ومفتيها عبد الله بن المبارك، فقالت: هذا والله هو الملك لا ملك هارون الذي لا يجتمع عنده الناس إلا رغبة ورهبة، والأمر كما تقول: فإن الناس يجتمعون عند العالم محبة لله. وكم نعق الشيوعيون والبعثيون والصوفية والشيعة أننا عملاء واتضحت الحقائق وعلم الناس من العملاء، فهل استطاعوا بنعيقهم هذا أن