إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وحجته على عباده، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فهذا متن "ألفية أم المؤمنين عائشة"، أو "الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة"، أو "العروة الوثيقة في نصرة العفيفة الصديقة"، أو "قامع الرافضة في نصرة العفيفة المؤيدة"- رضي الله عنها وأرضاها-، أي هذه الأسامي شئت أن تسميه فسمه.
هو روضة أنيقة، لا لأني نظمته؛ وإنما لأنه يتحدث إليك عن حياة أمنا عائشة - رضي الله عنها -، وأنت في رحاب أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تشعر حقا بأنك في روضة أنيقة جذابة رائعة، تدور في نواحيها فتمتع ناظريك بمناظرها الخلابة، ثم لا تزال ترى الجديد الرائق الذي هو ترياق للهموم، وتسلية للمحزون، وإيناس للنفس، وإمتاع للعقل، وسعادة للقلب، وفقه وعلم وهدى.
وهو عروة وثيقة، لا لأني نظمته أيضا؛ وإنما لأنه يضع قدمك على جادة الطريق، على المحجة البيضاء الواضحة التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وتلك هي العروة الوثقى التي من تمسك بها فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن زل عنها فقد انزلق إلى سواء الجحيم.
وهو قامع الرافضة؛ لأنه شجا في حلوقهم، وكاشف لجهلهم، ومفصح عن خبيئة نفوسهم؛ لما تضمنه من الحق المبين، الذي يقوم على أساس راسخ متين، من كتاب الله تعالى وسنة رسوله الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.