يضيف الله سبحانه وتعالى الكلام إلى نفسه:(وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ)(مريم: الآية ٥٢) ويضيفه إلى نفسه في محاورته لموسى، ثم تقولون: إنه من الشجرة؟!
وعلى قاعدتكم هذه نقول: كل كلام يمكن أن يكون كلام الله، حتى كلام البشر يمكن أن نقول: إنه كلام الله؛ لأنه مخلوق في الإنسان، بل إن كلام البشر على قاعدتكم يكون أشرف من كلام الله، لأنه مسموع من البشر، الذي فضله الله على كثير ممن خلق تفضلا، وكلام الله عندكم مسموع من شجرة أو من جانب جبل أو ما أشبه ذلك!!
ومن ثم ادعى أهل الحلول أن كل كلام فهو كلام الله، حتى نعيق الطيور وأصواتها كلام الله، وقال قائلهم:
وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه
يعني كل كلام في الوجود فهو كلام الله، حتى من يتكلم باللعن والسب والشتم ويشتم الله ورسله وكتبه، فكل هذا يعتبر - والعياذ بالله - كلام الله عند أهل الحلول وهذا غير معقول.
لكن هذا القول وإن كان الجهمية والمعتزلة ينكرونه، لكنه لازم لهم؛ لأنهم إذا اعتقدوا أن ما يضاف إلى الله من الكلام يكون كلام غيره، فلا فرق بين أن يكون كلام البشر، أو كلام الشجرة، وجانب الطور، وما أشبه ذلك.
وعلى هذا المذهب لا يوصف الله تعالى بالكلام في الواقع، وإنما يوصف بأنه خالق الكلام، ومن ثم بنوا على هذا قولهم: إن القرآن مخلوق، وغير منزل واستدلوا بقوله تعالى:(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)(الزمر: الآية ٦٢) ، والكلام شيء