عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) (الكهف: ٩٤) ، وهذا يدل على أنهم كانوا موجودين. فكيف يكونون موجودين من عهد ذي القرنين، ويكون خروجهم من أشراط الساعة؟!
فالجواب أن نقول: إن الذي من أشراط الساعة ليس إيجادهم بل انبعاثهم وخروجهم على الناس، وعبثهم في الأرض وفسادهم فيها، أما وجودهم فهم موجودون من زمن ذي القرنين إلى الآن، لكنهم منفردون في محل؛ فإذا أراد الله خروجهم سلطهم وجعل لهم قدرة وقوة فينفذون من وراء هذه السدود.
وقوله رحمه الله:(فإنه حق) يعني ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من أمور الغيب التي لا مجال للعقل فيها، ولهذا يجب علينا أن نسلم بها تسليما كاملاً، ونحن في الأمور الغيبية ظاهرية؛ نأخذ بظاهر النص، ولا نتعرض لشيء، ولا نسأل عن شيء، بل نقول: سمعنا وآمنا وصدقنا، ونعرض عن كل شيء من شأنه رد مثل هذه النصوص.
قال رحمه الله:(كهدم الكعبة) يعني كما أن هدم الكعبة حق ومن أشراط الساعة. فهذه الكعبة التي هي بيت الله، والتي بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وحماها الله عز وجل من الأعداء حتى من أصحاب الفيل، الذين جاءوا بفيلهم وجنودهم من أجل هدم الكعبة، قال تعالى:(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ)(الفيل: ٣)(تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)(الفيل: ٤)(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)(الفيل: ٥) لكن في آخر الزمان يسلط الله على هذه الكعبة رجلا من الحبشة قصير افحج - يعني الرجلين - فينتقضها حجراً حجرا، ومعه جنود يتناولون هذه الأحجار من رجل لآخر إلى البحر، أي أنهم من مكة إلى جدة، وهم صف