فقال الأستاذ فوراً: سبحان من لا يقع في ملكه إلا من يشاء.
فقال القاضي: أيشاء ربنا أن يُعْصَى؟
فقال الأستاذ: أيُعْصَى ربنا قهراً؟
فقال القاضي: أرأيت إن منعني الهدى، وقضى عَليَّ بالردى، أحسن إليّ أم أساء؟
فقال الأستاذ: إن منعك ما هو لك فقد أساء، وإن منعك ما هو له فهو يختص برحمته من يشاء. فبهت القاضي.
وفي تاريخ الطبري أن غيلان قال لميمون بن مهران بحضرة هشام بن عبد الملك الذي أتى به ليناقشه:
أشاء الله أن يُعصى؟
فقال له ميمون: أفَعُصيَ كارهاً؟ " (١) .
بيْنَ عمر بن عبد العزيز وغَيْلان الدمشقي
وحاور عمر بن عبد العزيز غيلان الدمشقي أحد رؤوس الاعتزال، فقال له عمر: يا غيلان بلغني أنك تتكلم في القدر.
فقال: يَكْذِبون عليَّ يا أمير المؤمنين.
قال: اقرأ عليَّ سورة " يس ".
قال: فقرأ عليه: (يس - والقرآن الحكيم - إنك لمن المرسلين - على صراط
(١) انظر هاتين القصتين في تعليق محقق شرح الطحاوية ص٢٧٨ وانظر فتح الباري: ١٣/ ٤٥١.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute