للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفعالهم ولا يعارض أقوالهم «١٤٤» ، حتى صرح الزهري في حقه بالقول: " علي بن الحسين أعظم الناس عليّ منة" «١٤٥» .

مع كل ما ذكر عن الزهري حول علاقته بالأمويين فإن ذلك لا يقلل من الدور الكبير الذي لعبه في كتابة السيرة، حتى عدّه الدوري أول من أعطى السيرة هيكلا محدودا ورسم خطوطها بوضوح «١٤٦» .

ويبدو أن هذه المكانة التي حظي بها الزهري والاحتواء لأحداث السيرة وتقعيد أسسها راجع إلى تقصيه وسؤاله كل من كان له علم بحادثة أو موقف من الصحابة والتابعين الذين عاصرهم وشاهدهم بل حتى ربات الحجال من دون تردد في أيام صغره وحداثة عمره «١٤٧» .

لأجل هذا كله زخرت كتب السيرة والتأريخ بالنقول عن هذا الرجل حتى لا نجد أي كتاب من هذه الكتب إلا وفيه اقتباسات كثيرة عنه «١٤٨» .

تمثلت الجهود التي بذلها الزهري في تطور كتابة السيرة بعدة محاور هي:

١. الاهتمام والجدية في إيراد مسانيد الروايات والأحاديث، ويعزو الدوري هذا الاتجاه من قبل الزهري الذي خالف فيه سابقيه إلى أن وجهة الزهري هي وجهة محدث في تحصيل العلم واكتسابه «١٤٩» .


(١٤٤) ينظر، ابن شعبة، الحسن بن علي الحراني، (توفي في نهاية القرن الرابع الهجري) ، تحف العقول عن آل الرسول، المطبعة الحيدرية، النجف، ١٩٦٥، ص ١٩٨- ٢٠١.
(١٤٥) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ٥/ ١٥٨.
(١٤٦) بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص ٢٣.
(١٤٧) ينظر، الفسوي، المعرفة والتأريخ، ٢/ ٥.
(١٤٨) ينظر، الواقدي، المغازي، ٣/ ٦٩٥، ٧٤١، ٧٥٢، ٧٩٥- ٧٩٦، ٨٦٤، الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ٢/ ٤٩٥، ٥٥٤.
(١٤٩) بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص ٦٣.

<<  <   >  >>