وفي هذا العيد رويت أعاجيب منها عظم هزال الأضحية بحيث لم أر فيها سمين إلا نادرا جدا وكون رؤساء العصر صاروا أقساما فمنهم من فرق على خدمة وحواشيه فلوسا وغنما ومنهم من فرق على البعض وقطع البعض من الأجانب ومنهم من نزح عن دياره وتغر عن أوطانه من القاهرة إلى بعض القرى لنفوز نفسه من التفرقة وهو الزيني الاستادار وتبعه الأميني الوزير ابن الهيصم.
وفي يوم الجمعة ثامن عشرة وصل إلى القاهرة ساعٍ من البلاد الحلبية وعلى يده مطالعات من البلاد الشامية خيروا فيها با أعوان جهان شاه أخذوا مدينة ماردين بالأمان ما عدا القلعة وانهم ضايقوا جهان كبير بن علي بك بن قرا يلك صاحب آمد وحضروه بها واخبروا أيضاً أن والدة جهان كبير كانت قد وصلت إلى حلب وقصدت القدوم إلى الديار المصرية لتترضى خواطر السلطان عن ولدها فنعها النواب وأعادوها إلى البيرة لترجع حيث جاءت أو حتى يأتيها إذن من السلطان وأخبروا أيضاً انهم كاتبوا رستم بذلك واعلموه بما فعلوه مع والدة جهان كير وذكروا في كتبهم انهم منتظرون ما يرد عليهم من المراسيم