وفي هذا الشهر انحط سعر الغلال فأبيع القمح بثماني مائة إلى ألف والقول بسبعمائة فما دونها وفوقها وهو قليل جداً والشعير بنحو ذلك انحط سعر التين بحيث بيع الحمل المحاشاة نحو ثلاثمائة بعد سبعمائة وبيع الدقيق العلامة بمائتين وخمسين البطة بعد خمسمائة والرطل من الخبز بأربعة بعد ثمانية وطال مكث هذا الغلاء بالديار المصرية حتى افتقر جماعة بسبب مكثه.
وفي هذا الشهر أيضاً والذي قبله فشت في الناس أمراض حادة توعك منها خلائق لا يحصرون وتوفي فيه أيضاً خلائق وفيه وردت الأخبار من البلاد الشامية بغلو أسعارها إلى الغاية وان القمح بيع فيها كل غرارة بستمائة قصة وكذا وقع الغلاء فيها أيضاً في سائر المأكولات لكثرة من قدم عليها من مصر وغيرها فرارا من الغلاء ولعظم ما وقع بها من الثلوج فلله الأمر.
ربيع الآخر أوله الاثنين في يوم الخميس حادي عشرة وردت على السلطان مطالعة صاحب مكة الشريف بركات تتضمن إنه ورد عليه الخبر من الهند بعود تمراز المؤيدي المصارع من بلاد كالكوت إلى جهة بندر جدة وإنه اشتري بما كان معه من مال السلطان الذي أخذه من بندر جدة أصنافا البهار للمجر وإن عزمه العود إلى الطاعة.