وفي يوم الثلاثاء حادي عشرينه سافر الركب الأول من الحاج وسافر المحمل من الغد.
وفي يوم الخميس ثالث عشرينه نقي السلطان اسندمر الجقمقي إلى البلاد السامية على اقبح وجه لشكوى الزيني الاستادار منه فلما وقع ذلك بلغ الزيني توعد جماعة المماليك الجلبان أن تم نفي المذكور فخارت طباعه فالح على السلطان في عوده على حاله فأجيب.
وفي هذا الشهر أكلت الدودة من القرط المزروع الأخضر ما لا يدخل تحت الحصر بسائر أقاليم مصر لا سيما إقليم الجيزة والبهنساوية من الوجه القبلي فأنها لم تدع فيه شيئا إلا أتت عليه وأعدمته عن آخره حتى بيع الفدان البرسيم بعشرة دنانير ثم انحط في آخر السنة واحتاج الناس إلى التقاوي ثاني مرة مع غلو السعر وأكل الدودة في هذه السنة أمرا لم نسمع بمثله فإن العادة إنها إذا أكلت زرعا تأكل شيئا وتترك أكثره بخلاف هذه السنة فأنها صارت ترعاه أعظم من رعي الجاموس والبقر بحيث لا تترك العرق الواحد وكانت تأكل فيما تأكل الخمسين فكانا والمائة فكان فأكثر وأقل فما شاء الله كان ذو العقدة أوله الخميس في يوم الجمعة تاسعه فدم القاضي صلاح الدين خليل بن محمد ابن