بالمضي لحال سبيلهم فعظم ذلك على الناس لما كان به للقلعة من الجمال الذي يعرف به فتح باب القلعة من مسافة بعيدة لعظم الغوغاء من الطبلخانات والخيليلة والمواصيل وغير ذلك وكان يصير به أبهة وعظمة زائدة ورعب وهيبة لمن لا إلمام له بطلوع القلعة فزال هذا كله وقد ابطل السلطان منذ تسلطن وإلى تاريخه أشياء كثيرة من شعار المملكة بخلاف غيره من ملوك الترك فان كل واحد من ملوك الترك المتأخرين ابطل شيئا مما فعله الملوك الترك فان كل واحد من ملوك الترك المتأخرين ابطل شيئا مما فعله الملوك المتقدمون وأول من أخذ في إبطال المحاسن الظاهر برقوق ابطل ركوب الموادين بعد سلطنته بمدة طويلة ثم ابطل الناصر فرج التوجه لسرياقوس ثم ابطل المؤيد شيخ نيابة السلطنة بالديار المصرية ثم أبطل الأشراف زينة المراكب عند وفاء النيل وإما ما أبطله السلطان فكثير فمن ذلك خدمة الإيوان عند قدوم القصاد الغرباء إلى الديار المصرية وكان أمراً مهولا إلى الغاية رأيت أنا ذلك في الدولة الاشرفية غير مرة م ابطل نزول السلطان إلى وسيم ببر الجيزة على عادة الملوك ثم ابطل النزول إلى الإسطبل للحكم وبين الناس في يوم السبت والثلاثاء ثم ابطل التوجه إلى الرمي للصيد بطيور الجوارح ثم ابطل خدمة السبت والثلاثاء بالكفاة بالقصر السلطاني ثم ابطل سوق المحمل في رجب وكان من محاسن الدنيا وغرائبها ثم أبطل مسايرة أمراء الحج في رمضان ثم أبطل خدمة الخميس لكنه عملها بعد ذلك أحيانا ثم أبطل ضرب الخليلية بباب القلعة كما ذكرناه خارجا عما أبطله من شعار السلطنة فيلبسه وجلوسه وحركاته وأفعاله وذلك أيضاً كثير جداً.
وفي يوم الخميس ثاني عشرينه أمر السلطان بحبس بيبرس بن بقر شيخ العربان وأميرها بالشرقية بحبس المقشرة وحبس معه أيضاً ابن شعبان شيخ العربان وأميرها بالشرقية أيضاً مدة ثم نقلا إلى البرج بعد أيام