وتوفي المعلم محمد بن حسين ابن الطولوني مهندس السلطان في ليلته الأحد أول ذي الحجة ودفن من الغد وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلي المؤمني وكان شابا يتدين وفيه لين مع طيش وخفة رحمه الله.
وتوفي السيد الشريف شهاب الدين أحمد النعماني المقيم بمصر القديمة في يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة وكان متدينا صالحا رحمه الله.
وتفقه ابن حجر بعلماء عصره وبرع في الحديث حتى صار أمام وقته ووحيد دهره وفريد عصره وقال الشعر المليح الرائق وأفتى ودرس وولي عدة وظائف دينية ثم ولي ضاء الديار المصرية غير مرة أولها بعد عزل العلم البلقيني في سابع عشري المحرم سنة سبع وعشرين وآخر ما عزل العلم المذكور في خامس عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين.
وله - يعني ابن حجر - في وقاد (الكامل)
أحْبَبْتُ وَقَّادُاً كَنَجْم طَالعِ ... أنْزَلتُهُ برضَي الغَرَامِ فُوَّادِي
وَأنَا الشّهَابُ فَلا يُعَانِدْ عَاذليِ ... أنْ ملْتُ نَحْوَ الكَوْكبِ الوَقَّادِ
وقوله (الطويل)
وَأهْيفَ حَيَّاتي يُطيبُ وَصالهُ ... وَمنْ رِيقهِ الخَمْرُ الحَلالُ حَلاَلي
أدَارَ ليَ الكَأسَين خَمْراً وَريقةً ... وَنَزَّهَني عَنْ جَفْوةٍ وَمَلاَليِ
وله أيضاً قصيدة نبوية غاية في معناها اولها (البسيط)
إنْ كُنْتَ تُنْكرُ شَوْقاً زادني كَلفا ... حَسبي الَّذي قَدْ جَرَى مِنْ مَدْمعي وكَفَا
وَانْ تَشَكَّكْتَ فَاسْألْ عَاذلي شَجَني ... هَلْ بِتُّ أشْكُو الأسَى وَالبَثَّ والأسَفَا
أحْبَابَنَا وَيَدُ الأسْقَام قَدْ عَبَثَتْ ... بالْجِسْمِ هَلْ ليَ منْكمْ بالْوصَال شِفاَ
كَرَّرتُ عَيْشا تَقَضَّي في بعَادكُمُ ... وَرَاقَ مِنّي نَسيبْ فيكُمُ وَصَفَا
سرْتُمْ وَخَلَّفتُموني الحَي مَيت هوىْ ... لوْلا رَجَاء تَلاَقيكَم زَمَنا
وَكَنتُ أكتم حُبي بَعْدَكم زَمَنْا ... حَتى تكلم دَمْعُ العَيْنِ فانكَشَفَا
وهي مطولة جداً اضربنا عن باقيها حشية الإطالة ولقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد ومصنفاته كثيرة استوعبنا غالبها في ترجمته في المنهل الصافي وغيره رحمه الله وإيانا.