فَأسْتَغْرَقَ الوْجْدُ أجْزَائي وَقَدْ مَلئَتْ ... مِنْ نَورْ مَعْنَاكُمُ الأوفَى هدي وَشفَا
لَو جئْتُ جَيْكُمُ أسْعَى عَلَى بَصَري ... لَكَانَ لِي غَايَةُ التَّعْظيم وَالشَّرَفَا
تَالله مَا نَظَرَتْ عَيْني لِوَجْهكمُ ... إلا امْتَلأتُ سُروُراً واكْتَسَيْتُ صَفَا
ولاَ تَذَكَّرْتُ أنْي عنْدَ جَيْئكُمُ ... إلا طَرَبْتُ وَأهْدَى الوَجْدُ لي تُحفا
روحِي لكُم لَمْ تَزَل بالغَيْب شَاهِدَة ... وَالقَلْب عَنْ حُبكُمْ وَالله مَا انَصَرفَا
سَيَّرتُ عَزْمي وَحَالُ الشَّوق يَصْحَبُني ... حَتَّى أنْتَهَي بي إلى أبوابكم وقفا
ثُمَّ تَقَرَّيتُ في أكنافِ حَضْرَتكُمْ ... قَرير عَيْنِ بِوصْل بَعْدَ طولِ جَفَا
وله أيضاً (البسيط)
لَمْ يَلْقَ في حُبّكُمْ هَمُّا وَلا فَرقَا ... عَبْدُ تَرَقَّي إلى عَليَائكُمْ فَرقَا
أشْهَدْتُمُوهُ جَمَالا جَلَّ عَنْ شَبَهٍ ... فَهَامَ وَجْداً وَعشْقا فيهِ مُذ عَشقَا
فَقلْبُهُ لَمْ يَملْ يَوْماً لغيركُمُ ... وطَرْفُهُ لسوَاكُمْ قطُّ مَا رَمَقَا
والله يَا سَادَتي يَا مُنْتهَى أمَلي ... مَا زَالَ حُبُّكم ديني وَلي خُلُقَا
وَمُذْ تَحَقَّقَ قَلْبي بالوَدَاد لَكُمْ ... مَا حَلَّ سَاحَتَهُ غَمَّ ولا طَرَقَ
قَدْ طَاَف قَلْبي بهَدء الحَي مُسْتَلماً ... ركْنَ الأمانِ وَفي عَهْد الوَفَا صَدَقا
وَبالصَّفَا وَالوَفَا يَسْعَى لِبيْتكُمُ ... يَرومُ طَولا عَلَى تَقْصيرِه غَدَقَا
وهي أطول من هذه وله غير هذه ... القَصَائِدِ كثير ومن غزر قصائده
القصيدة وتوفي الشهابي أحمد الكاشف منفيا بدمشق في رمضان وكان اصله من العوام وتنقل في الخدم حتى ولي كشف التراب بالغريبة ثم حدثته نفسه لما اثري وكثر ماله بالاستادارية فعمل عليه الزيني الاستادار حتى أخرجه إلى دمشق فكانت منيته بها رحمه الله.
وتنقل طوغان العثماني بعده - يعني بعد موت الطنبغا العثماني - حتى صار خاصكيا ثم ولي نيابة القدس سنين وقمع أهل الفساد ومهد البلاد وأضيف إليه نظر الحرمين في بعض الأحيان ثم عزل بعد سنين وتولى حجوبية الحجاب بحلب بعد موت قاتباي الجكمي في حدود سنة خمسين ثم نقل إلى نيابة غزة فباشرها إلى أن توفي بها.