للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأعطاه - يعني سودون المحمدي الأشرف - إمرة عشرة مرة أمتنع واستمر على اقطاعه إلى أن مات الأشرف ووقع بين الاتابك جقمق والعزيز ما وقع فانضم هذا للعزيز فعظم ذلك على جقمق لصهارة كانت بينهما فلما تسلطن نفاه ثم شفع فيه بعد مدة فأعاده وأنعم عليه بإمرة عشرة.

وتوفيت سورباي الجاركسية موطوءة السلطان وحظيته بعد مرض طويل في بولاق يوم الجمعة سادس عشري ربيع الآخر ووجد السلطان عليها وجدا عظيما رحمها الله.

وتوفيت خوند ست الملوك ابنة الظاهر ططر وزوجة الاتابك يشبك السودوني في يوم السبت ثالث عشري جمادى الآخرة ودفنت من الغد وكانت من خيار الخوندات وأمها خوند ابنة سودون الفقيه أم الصالح محمد بن الظاهر ططر وهم من بيت دين وعفة.

وكان ابن وفاء إماما عالما واعظا فيها شاعرا أديبا مفننا من بيت فضل وعلم وصلاح ودين ونظم ووعظ وله شعر رائق ونظم فائق رحمه الله ومن شعره (الوافر)

تَوَجَّهَ نَحْوَكُمْ سِرِي وَجَهْرِي ... وَجِئْتُ حِمَاكُمُ أسْعَى وَأسْرِي

وَألقَيْتُ الفُؤادَ لَكُم جَمِيعْا ... وَغَيْرَ العشْقِ فِيكُمْ لَسْتُ أدْرِا

وَقَفْتُ بِبَابكُمْ عَبْدا فَقيراً ... أرجى فَضْلَكُم لغَنَاء فَقْري

فَمُنُّوا سَادَتي كَرْماً وَجُوداً ... فَحُسْنُ صَنيعكُم كَنْزِي وَذُخْرِي

وَمَنُّونِي فَلَمْ أعرِفْ سوَاكُمْ ... عَلَى حُبي لَكُمْ حَشْري ونَشْري

عَرَفْتُ اللهَ حينَ عَرَفْتُُمْ يَا ... حَيَاةَ الحَيِ عُرْفًا دُونَ نُكرِي

ومن شعره أيضاً (البسيط)

يَا مَنْ لَهُمْ بالوَفَا يُشَارُ ... بِأنْسكُمْ تُعْمَرُ الدَيَارُ

لِخَوْفنَا أنْتُمُ أمَانْ ... لِقَلْبِنا أنْتُمُ قَرَارُ

بِوَبْلكُمْ جَدْبُنَا خَصيب ... بِوَجْهِكمْ لَيْلُنَا نَهَارُ

لَكُمْ تُشَدُّ الرِحَالُ شَوْقاً ... وَبَيْتُكُمْ حَقَّةً يُزَارُ

ومنها

لوْ جِئْتُ أسْعَى عَلَى عُيُونِي ... كَانَ لِيَ السَّعْدُ وَالفَخَارُ

لاَ تَنْسُبُونِي إلى سُلُوٍ ... قَلْبِي عَلَيُهِ السُّلوُّ عَارُ

لكِنَّ لَمَّا رَأي الأعادي ... عُلُوَّ قَدْري في الحب غاروا

وقال أيضاً (البسيط)

شَرِبْتُ مِنْ حُبّكُمْ كَأسْا حَلاَ وَصَفَا ... مَعْنى تَحَيَّر فيهِ كُلُّ مَنْ وَصَفَا

<<  <  ج: ص:  >  >>