وتوفي سيدي محمد ابن السلطان في يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الأخر ولم يكمل عشرة اشهر ودفن بالبرقوقية بين القصرين لكون أمه خوند ابنة جرباش الكريمي أمير سلاح والدتها زوجه جرباش ابنة قاتباي قريب الظاهر برقوق ودخل بنعشه من بابي زويلة خلافا لقاعدة المصريين حيث يتشاءمون بدخول النعش من الباب المذكور ونحوه من أبواب القاهرة.
وتوفي العلائي علي بن الخواجا عبد الله الدمشقي الأصل الزردكاش أحد من رقاه السلطان حتى جعله خاصكيا ثم من جملة الزردكاشية إلى أن توفي بعد أن عظم وأثرى وضخم في الدولة في يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول وحضر السلطان لصلاة عليه بباب الوزير وكان شاباً حسنا كريما رحمه الله وعفا عنه.
وتوفيت زوجة قاتباي الجاركسي أمير آخور كبير في يوم الجمعة رابع عشري ربيع الآخر ودفنت بتربة زوجها التي جددها عند دار الضيافة بالقرب وهي أم ولد لأستاذ زوجها جاركس القاسمي المصارع عفا الله عنها.
وتوفي القاضي شرف الدين محمد بن قاضي الحنابلة البدر محمد ابن عبد المنعم البغدادي الأصل الحنبلي في يوم الخميس حادي عشر رجب وعظم مصابه على والده بل وعلى كل أحد فإنه مات في عنفوان شبابه مع ما كان احتوى عليه من المحاسن والعقل والسؤدد وكان مولده في حدود سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة رحمه الله وعفا عنه.
وتوفي أبو الفتح محمد الطيبي مضروب الرقبة بدمشق بحكم قاضيها المالكي في ليلة الأربعاء رابع عشر رمضان وكان النحاس في أول أمره يتكسب بتحمل الشهادة بحوانيت الشهود ويصحب النحاس في أيام خموله وخدمه فأثرى وضخم وركب الخيول صار له خدم وحشم فلم يرض بذلك ورام الدرجة العليا فتولى وكالة بيت مال دمشق ونظر جواليها بسفارة صاحبه المذكور واتجه إلى دمشق فظلم وعسف ولم تحمد سيرته وقدم البلاطنسي إلى القاهرة فشكا عليه إلى السلطان ورماه بعظائم وصادف ذلك انحطاط أستاذه فنال منه مضي ذكرها وآل أمره إلى أن ضربت عنقه بسيف الشرع والعجب أن أهل دمشق كانوا هم القائمين عليه حتى قتل فلما قتل بكوا عليه وشهدوا جنازته وصاروا يقولون هذا الشهيد هذا المظلوم هذا المقهور.