وتوفي أبو بكر المصارع المعروف بابن الأمام وهو أحد الاوباش الذين أنشأهم الظاهر في يوم الأحد ثامن عشر ربيع الأول وكان والده إمام الأمير جاركس القاسمي المصارع ونشأ أبو بكر هذا على هيئة الأجناد وكان يقرأ في المحافل بالجوف بحسب الحال بغير أجرة وكان عارفا بفن الصراع وله فيه اليد الطولي وكان من جملة المماليك السلطانية أرباب الجوامك إلى أن تسلطن الظاهر فتحرك له بعض السعد وتولى خدمة الليث والشافعي وعدة زوايا بالقراقتين الكبرى والصغرى فباشر ذلك بعسف واثري من ذلك وحسابه على الله وتولى ذلك من بعده يوسف شاه اليشبكي معلم السلطان وكبير المعمارية رحمه الله.
وتوفي الشيخ المعتقد المعروف بالشيخ ولي الرومي الحنفي نزيل الجامع الأزهر في يوم السبت مستهل ربيع الآخر وهو في أوائل الكهولية وكان على قدم جيد من العبادة والانقطاع بالجامع المذكور وكان يكتب الخط المنسوب وفيه محاسن رحمه الله.
وتوفي الرئيس سعد الدين أبو غالب القبطي الحنفي المعروف بابن عويض السراج في يوم الثلاثاء رابع ربيع الآخر ودفن من الغد وكانت لديه فضيلة ومشاركة جيد ومحاضرة حسنة مع محبة طلبة العلم وجمع للكتب وتجنب القبط والنصارى وبالجملة فكان خير أبناء جنسه رحمه الله.
وهلك بطريق النصارى ابو الفرج اليعقوبي النصراني في ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الأخر ودفن من الغد في سقر وبئس المصير.
وتوفي الشريف شرف الدين محمد الحسني المعروف بصهر نور الدين السفطي في يوم الأحد ثامن عشر شعبان وان أولاً تاجرا ببعض الحوانيت ثم تعالى الخدم الديوانية بعد موت صهره المذكور وتولى عوضه عدة وظائف رحمه الله.
وتوفي الملك الناصر صاحب الحصن قتيلا في ثامن رمضان كما تقدم في ترجمة والده من هذه السنة واستقر عوضه أخوه أحمد ولله در أبي العلاء المعري حين يقول (الطويل)