إذ كان المثل يقول الناس أعداء ما جهلوا ... فإن بعض الناس أيضاً أعداء ما خالف شهواتهم وتعارض مع مصالحهم الشخصية.
والحكم الفصل فيما يجب أن ينطلق منه الفرد في رأيه وحكمه هو عرض الأمور على مصدر التشريع السماوي الذي لا يأتيه الباطل ولا يتطرق إليه الشك.
والمسلمون في كل مكان مأمورون قبل انطلاقهم نحو وجهة نظر معينة في أمور العقيدة وكل ما له صلة بالدين وقبل القدح أو المدح أن يرجعوا لمصدري التشريع في دينهم وهما:
كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
فمن أتى بشيء يخالفهما نبذ ومن سار وفقهما قولاً وعملاً أيد ونصر.
هذا حكم فيما يجب أن يكون عليه الفرد المسلم وهو الوعي والإدراك والتحليل والتأكيد بحيث لا يكون إمعة ينقل صدى الآخرين ويستغله أعداء دين الإسلام وهو لا يدري.
وقصة بني المصطلق التي نزل بشأنها قرآن يتلى حيث يقول جل وعلا {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعتم نادمين}(١) فيها درس عملي للفئة المؤمنة التي تحرص على دينها وعلاقاتها بإخوانها المؤمنين بأن تتوثق من كل إشاعة ترمي إلى خلخلة الصف وبذر الشحناء وإتاحة الفرصة للفرقة.