العظمى من الناس وهم العامة الذين لا يقرؤون ولا يبحثون.
ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية التصحيحية التي نبعت من وسط الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر في وقت كان المسلمون - لا في الجزيرة العربية وحدها بل في كل مكان أحوج ما يكونون إليها لإنقاذهم من الجهل الذي ران عليهم وتصحيح مفاهيمهم في أمور العقيدة والعبادات التي أشدها الجهل بأمور الدين والإقتداء بعلماء يجهلون أمور دينهم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق فيما يخشاه على أمته من العلماء المضلين الذين يفتون بغير ما أنزل الله فيضلون ويضلون في قوله الكريم " إن الله لا ينزع العلم بعد ما أعطاكموه انتزاعاً ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال فيستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون "(١) .
فقد جاءت دعوة الشيخ محمد لإزالة ما علق بتعاليم الإسلام من شوائب وتصحيح ما أدخل على التوحيد وخاصة توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات من مشاركة للمخلوق مع الخالق في صرف ما هو لله جل وعلا مقروناً بالمخلوق في العمل والاعتقاد وتعطيل أسماء الله وصفاته جل وعلا أو نفيها والسير خلف تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان.
فصار التوحيد بأقسامه الثلاثة: الربوبية والألوهية والأسماء والصفات مشوباً بما يكدره حيث دخل عليها في المعتقد ما يصرفها عن حقيقتها نظراً للتأثر بالمعتقدات البعيدة عن المنهج الذي جاء به
(١) - رواه البخاري عن عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص.