للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تلك الدعوات التي ناوأت القاديانية الكافرة التي أرادها الإنجليز واجهة إسلامية تحقق مآربهم وينضوي تحتها من لا يعرف من الإسلام إلا اسمه.

ويظهر انزعاج الإنجليز وحرصهم على القضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي تمثل يقظة جديدة في الدين الإسلامي ودعوة إلى فهمه من مصادر الصافية: كتاب الله , وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم بذلوا جهوداً وأموالاً في هذا السبيل وقد أبانت رحلة " سادلير" الضابط البريطاني وقائد الفوج ٤٧ ومبعوث الحكومة البريطانية في الهند الذي قام برحلة شاقة من الهند إلى أن وصل الرياض ووقف على أطلال الدرعية التي هدمها إبراهيم باشا بناء على تخطيط اشترك في الإعداد له الإنجليز ليطمئن على تفتيت الحكومة الإسلامية التي تحركت في الجزيرة لإيقاظ المسلمين والقضاء على قاعدة الدعوة السلفية بنفسه لما أحدثته من خوف وقلق بداخل الحكومة الإنجليزية خوفاً على مصالحها وقد كان في رحلته هذه ضمن قافلة كبيرة أغلبها من الأتراك أبانت هذه الرحلة جانباً مهماً في التعاطف والحرص على القضاء على هذه الدعوة التي تمثل يقظة إسلامية توحد المسلمين كما أبانت عن حقد الإنجليز على الإسلام ذلك الحقد المخطط له من التبشير الكنسي الموجه بأفكار المستشرقين ودسائسهم.

فقد مر بالدرعية متشفياً في ١٣ أغسطس من عام ١٨١٩ م (١) , وبعد أن ارتاحت نفسه شد الرحال لاحقاً بإبراهيم باشا حتى أدركه في آبار علي , على مقربة من المدينة المنورة ليقدم له التهاني بهذا النصر مقرونة بهدايا حكومة الهند الشرقية (الحكومة البريطانية) (٢) هذا من جانب ومن جانب


(١) - راجع رحلته ترجمة أنس الرفاعي وتحقيق سعود بن غانم العجمي ص ٨٥ - ٨٧ , وص ٩٦ - ٩٩.
(٢) - نفس المصدر من ص ١٠٥ - ١١٠ , وص ١٥٦ - ١٥٩.

<<  <   >  >>