للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ت وفي موطن آخر يقول: وكان يشرف على خدمة بعض المماليك فقط ولدى دخوله أرض (محمد) المقدسة صمم سعادته على اعتزال اللهو والمسكرات فأهدر كل ما كان مختزناً عنده منها مما أتى به من القاهرة وكان ذلك قبل انطلاقه نحو المدينة (١) .

ثانياً: والفرنسيون أيضاً لهم دور فقد أحسوا باهتمام الشمال الإفريقي بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحرصهم عليها في مثل:

١) اهتمام سيدي محمد بن عبد الله العلوي , سلطان المغرب الأقصى بها حيث قام بمحاربة البدع والانحراف كما كان يحارب تشعب الطرق الصوفية ويدعوا إلى العودة إلى الاجتهاد وإلى السنة (٢) إلى جانب حرصه الشديد وحرص الدولة العلوية منذ أن قامت على محاربة النصارى وفي تعاطفهم مع الدعوة السلفية قوة تمتد إلى نفوذ الفرنسيين.

هذا السلطان هو الذي وصفه المؤرخ الفرنسي شارلي جوليان بقوله: وكان سيدي محمد وهو التقي الورع على علم بواسطة الحجيج بانتشار الحركة الوهابية في الجزيرة العربية وتأييد عائلة آل سعود لها وقد أعجب بعباراتها وكان يؤثر عنه قوله " أنا مالكي المذهب وهابي العقيدة وقد ذهبت به حماسته الدينية إلى الإذن بإتلاف الكتب المتساهلة في الدين والمحللة لمذهب الأشعرية وتهديم بعض الزوايا (٣) .

٢) كما أنه في عام ١٢٢٦ هـ حج جماعة من المغاربة صحبة المولى


(١) - انظر كتاب انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص ٢٣٥ تأليف محمد جمعه كمال نشرته الدارة.
(٢) - نفس المصدر السابق ص ١٥٠.
(٣) - انظر كتابه: تاريخ أفريقيا الشمالية ج ٢ ص ٣١١.

<<  <   >  >>