المصالح الدنيوية وأعماهم الهوى حيث وجدوها فرصة عاجله لأخذ عيوب الوهابية الرستمية , الخارجية الأباضية التي قال فيها علماء الإسلام ما قالوا ودار حولها في المغرب نقاش طويل وردود ومجادلات وتناولها علماء المغرب والأندلس في كتبهم بالردود والقدح كثيراً لإلصاق تلك العيوب بالدعوة الجديدة بادئ ذي بدء.
وقد استغل الخصوم قرابة في الاسم فطابقوا اللقب في الحالين وأطلقوا الأول على الثاني وأعطوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب اصطلاحاً جديداً هو اسم لجذور عميقة في نفوس المسلمين في شمال أفريقيا بصفة خاصة وهو "الوهبية أو الوهابية " فوجدوا هذا ثوباً جاهزاً ألبسوه دعوة الشيخ محمد للتنفير منها حيث أبرزوا عيوب السابقة والصقوها بدعوة الشيخ محمد.
والمغاربة ممن شهد لهم التاريخ بدور إيجابي في الوقوف ضد الدعوات المناهضة لأهل السنة: مع عبد الوهاب بن رستم هذا ثم مع الفاطميين العبيديين وغيرهم ثم بمناهضة المستعمر في بلادهم والوقوف ضد مطامعه.
فألبس أعداء الإسلام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ثوباً مستعاراً من باب التنفير خوفاً من عودة المسلمين إلى المنهج المحمدي وبساطته واستمالة لقلوب المسلمين الذين ملوا الفرقة وأضناهم الخلاف فيكون في ذلك سبب لاتفاق الكلمة ونبذ الخلافات التي ينفذ منها الأعداء.
لاسيما وأن صدوراً في العالم الإسلامي وخاصة في شمال أفريقيا قد انفتحت لهذه الدعوة واستجاب لها أصحابها لأنها بغية كل مسلم كما مر بنا نماذج من ذلك.