ولكن العلماء لا يحركون ساكناً لأن جوهر العقيدة وهو المحرك لذلك قد ضعف بل بلغ الأمر إلى الجهة التي لا يوجد فيها أولياء يبنى على قبورهم كان الناس يبحثون عن شئ يتعلقون به كالشجر والحجر والمغارات وغيرها.
ومن يدرك من العلماء ضرر ما وقع فيه الناس من خلل وبعد عن العقيدة الصافية فإنه تنقصه الشجاعة في إظهار الأمر ولا يستطيع الجهر خوفاً من العامة التي تدعمها السلطة.
لكن الشيخ محمد رحمه الله أدرك هذا وهو لا يزال طالباً إذ بدأ ينمي الشجاعة في نفسه ويوطنها على التحمل في سن مبكرة ويبين ما يحب إيجابه كلما عرض له مناسبة في مثل هذه المواقف.
١- عندما كان يدرس في العيينة كان أحد أساتذته إذا أراد بدء درسه همهم بدعاء يستعين فيه بزيد بن الخطاب ويطلب منه المدد فكان محمد يرد بصوت خفيف لا يسمعه غير هذا الأستاذ لينبهه: الله أقدر من زيد.
ومع الزمن ترك الأستاذ تلك العادة ثم استدعاه ونصحه بالرفق فيما هو مقبل عليه مع الحلم في دعوة الناس لأن تغيير ما ألفه الناس وإن كان باطلاً يحتاج إلى علم مقرون بحلم وشجاعة.
٢- وعندما كان يطلب العلم في مكة كان يجلس في حلقة أحد المشايخ الذي أعجب به وبذكائه وكان هذا الشيخ إذا قام من كرسيه بعد انتهاء الدرس يقول: يا كعبة الله. فأراد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن يلفت نظر الشيخ وبرفق لهذا الخطأ العقدي. فجاء إليه يوماً مبكراً وقبل وصول الطلاب وقال له: أريد أن أقرأ عليك شيئاً من حفظي في القرآن فرحب الشيخ بذلك: فقرأ عليه سورة قريش فلما وصل إلى الآية: