للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا ابنكم بالمستذل المغتصب ... نفاديه «١» بالمال حتى نحترب

فسوف أفديه بمالي والسلب ... وسوف ألقى دونه من الغضب

أشوس آباء قبيحات الحطب ... ما ذبح عبد الله فينا باللعب

ذبحا كما يذبح معتور النصب ... كلا ورب البيت مستور الحجب

لا يعجل المذبوح حتى نضطرب ... ضرباً يزيل الهام من بعد الغضب

بكل مصقول رقيق ذي شطب ... كالبرق أو كالنار في الثوب العطب

قال أبو عمرو: ويقال: القطب والعطب، القطن.

قال ابن إسحق: وقد قال أبو طالب حين أراد عبد المطلب ذبح عبد الله- وكان ابن أمه- وحين قال المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ما قال:

كلا ورب البيت ذي الأنصاب ... ورب ما أنضى من الركاب

كل قريب الدار أو منتاب ... يزور بيت الله ذا الحجاب

ما قتل عبد الله باللعاب ... من بين رهط عصبة شباب

ابن نساء سطة «٢» الأنساب ... أغر بين البيض من كلاب

وبين مخزوم ذوي الأحساب ... أهل الجياد القب والقباب

لستم على ذلك بالأذناب ... حتى تذوقوا حمس الضراب

بكل عضب ذائب اللعاب ... ذي رونق في الكف كالشهاب

تلقاه في الأقران ذا أنداب ... إن لم يعجل أجل الكتاب

قلت وما قولي بالمعاب ... يا شيب إن الجور ذو عقاب

إن لنا إن جرت في الخطاب ... أخوال صدق كأسود الغاب

لن يسلموه الدهر للعذاب ... حتى يمص القاع ذو التراب

دماء قوم حرم الأسلاب


(١) جاء في حاشية الأصل: كذا قال، إنما هو: نفديه بالأموال، صح.
(٢) أي عوالي الأنساب.

<<  <   >  >>