للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال عبد المطلب عند ذلك:

الله ربي وأنا موف نذره ... أخاف ربي إن عصيت أمره

والله لا يقدر شيء قدره ... فهو وليي وإليه عمره

هذا بني قد أردت نحره ... فإن تؤخره وتقبل عذره

وتصرف الموت له وحذره ... وتصرف الموت فلا يضره

من جهد إنسان ولا تعره ... سواك ربي ويكون قره

لكل عين ناظر تسره ... أعطيته رب فلا تعره

لحزن يوجعني مسره

فقالت له قريش وبنوه لا تفعل وانطلق إلى الحجاز فإن به عرافة يقال لها نجاح، لها تابع فسلها، ثم أنت على رأس أمرك، فإن أمرتك بذبحه، ذبحته، وإن أمرتك بغير ذاك مما لك وله فيه فرج قبلته، فقال: نعم.

فانطلقوا حتى قدموا المدينة، فوجدوها فيما يزعمون بخيبر، فركبوا حتى جاءوها، فسألوها، وقص عليها عبد المطلب شأنه وشأن ابنه وما كان نذر فيه، فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي، فأسأله، فخرجوا من عندها، وقام عبد المطلب يدعو الله عز وجل ويقول:

يا رب لا تحقق حذري ... واصرف عنه شر هذا القدر

فإني أرجو لما قد أذر ... لأن يكون سيداً للبشر

ثم غدوا إليها، فقالت: نعم، قد جاءني الخبر، فكم الدية فيكم؟ فقالوا:

عشرة من الإبل، وكانت كذلك، فقالت: فارجعوا إلى بلادكم، فقدموا صاحبكم، وقدموا عشراً من الإبل، ثم اضربوا عليها بالقداح، فإن خرجت القداح على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم عز وجل، فإذا خرجت القداح على الإبل، فقد رضي ربكم، فانحروها عنه، ونجي صاحبكم.

فخرجوا حتى قدموا مكة، فلما أجمعوا لذلك الأمر، قام عبد المطلب يدعو الله عز وجل، ويقول:

<<  <   >  >>