للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل عليه كساء معه شيء في يده قد التف عليه، فقال: يا رسول الله لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضة من شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كسائي، فأقبلت أمهن حتى استدارت على رأسي، فكشفت لها عنهن فوقعت معهن فلففتهن، فهن الآن معي، فقال: ضعهن عنك، قال:

فوضعتهن بكسائي وأبيت إلا لزومهن فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون لرحمة أم الأفراخ فراخها؟ قالوا: نعم، قال: فو الذي بعثني بالحق لله أرحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها، ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن، قال: فرجع بهن «١» .

ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم [٥- و] إلى المدينة ولم يلق كيداً فلبث بها شهر ربيع الأول كله إلا قليلاً منه «٢» ، ثم غزا يريد قريشا وبني سليم حتى بلغ بحران معدن بالحجاز في ناحية الفرع، وذلك المعدن للحجاج بن علاظ البهزي فأقام به شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى «٣» ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيداً.

وقد «٤» كان فيما بين ذلك من غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع وكان من حديث بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم في سوق بني قينقاع فقال لهم:

يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، واسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم، وعهد الله إليكم، قالوا: يا محمد


(١) لم يرد هذا الخبر عند ابن هشام، كما أن الواقدي لم يذكره.
(٢) سقط عنوان هذه الغزوة وهو «غزوة الفرع من نجران» من الأصل، وهو عند ابن هشام: ٢/ ٤٦، ابن سعد: ٢/ ٣٥. الواقدي: ١/ ١٩٦. الطبري: ٢/ ٤٨٧. السيرة الحلبية: ٢/ ٢٢٤.
(٣) لم يرد اسم صاحب المعدن عند الواقدي وابن هشام، وذكر الواقدي: ١/ ١٩٧ أن غيبة النبي عن المدينة كانت عشر ليال، والفرع- بضمتين- قرية من ناحية المدينة وفيها عينان يقال لهما الربض والنجف يسقيان عشرين ألف نخلة، وبحران موضع بالحجاز معروف بينه وبين المدينة ثمانية برد.
(٤) سقط عنوان هذه الغزوة وهو «أمر بني قينقاع» من الأصل، انظر ابن هشام: ٢/ ٤٧. الواقدي: ١/ ١٧٦- ١٨٠. الطبري: ٢/ ٤٧٩- ٤٨٣.

<<  <   >  >>