ينطلق إلى الحج في ليلة عرفة، فيشهد ذلك اليوم مع الحجيج، ويسلمهم رسائل من أقاربهم وذويهم، ويأخذ منهم رسائل إلى أقاربهم وذويهم، ويعود في الليلة الأخرى، وكان كثير من الناس يعتقد فيه الصلاح والخير، على الرغم من أنه ما كان يقوم بمناسك الحج، ولا يمكث في منى المدة المقررة، ولا يرمي الجمرات.
ثم شاء الله أن يكشف باطله، ويظهر أمره للناس، فعندما جاءَه الموت استدعى ابنه الأكبر، وأخبره أن جملاً سيأتيه ليلة عرفة، ويحمله إلى عرفات في كل عام، ولما جاء الجمل وركبه الابن، وسار مسافة وقف، وتحدث إلى الابن وأخبره أنه شيطان، وأن أباه كان يعبده، ويسجد له، وفي مقابل ذلك يخدمه مثل هذه الخدمات، ولما رفض الابن السجود له، واستعاذ بالله منه، تركه في الصحراء، وقدر الله له الرجوع، وكشف حقيقة أبيه الكافر.
وقد أشار إلى هذه القصة البيانوني في كتابه (الملائكة) بأخصر مما أثبتناه هنا.
هل يمكن استحضار الأرواح؟
لقد وضعت مجلة (سينتفيك أمريكان) جائزة مالية ضخمة لمن يقيم الحجة على صدق الظواهر الروحية، ولا تزال الجائزة قائمة لم يظفر بها أحد على الرغم من انتشار الروحيين ونفوذهم وبراعتهم في أمريكا، وقد ضم إلى هذه الجائزة جائزة أخرى تبرع بها الساحر الأمريكي دننجر للغرض نفسه، ولم يظفر بها أحد أيضاً.
حكم الشريعة في تحضير الأرواح:
ما موقف الإسلام من إمكان إحضار روح المتوفى؟ إن التأمل في النصوص التي وردت في هذا تجعل الباحث يعطي حكماً جازماً أن ذلك مستحيل، فقد أخبرنا الله أن الروح من عالم الغيب الذي لا سبيل إلى إدراكه:(ويسألونك عن الرُّوح قل الرُّوح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاَّ قليلاً)[الإسراء: ٨٥] .
وأخبر الحقّ - تبارك وتعالى - أنه يتوفى الأنفس، وأنه يمسك النفوس عند موتها: (الله يتوفَّى