والثاني: ذِكْرُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه ساحرٌ وكاهِنٌ وكذَّاب، وإنكارُ نبوَّته، وأنه بشرٌ كسائر الخلق فلا يستحق أن يُتَّبع.
وثالثها: إِنكارُ اليوم الآخِر، وجَحْدُ البَعْثِ والنُّشور، والجنةِ والنار، وإنكارُ عاقبة الطاعة والمعصية. وفي مُحاجَّةِ الله تعالى إياهم بالحُجَج لطائفُ وحَقائق، ويوجد فيها التِّرْياقُ الأكبر، وآياتُه أيضاً كثيرة ظاهرة.
القسم السادس
في تعريف عمارة منازل الطريق وكيفية التَّأهُّب لِلزَّاد، والاستعداد بإِعداد السلاح الذي يَدفعُ سُرَّاقَ المنازل وقُطَّاعَها
وبيانُه: أن الدنيا منزل من منازل السائرين إلى الله تعالى، والبَدَنُ مَرْكَب، فمن ذَهَل عن تدبير المنزل والمَرْكَب لم يَتِمَّ سفرهُ، وما لم ينتظم أمرُ المعاش في الدنيا لا يَتِمُّ أمرُ التَّبَتُّلُ والانقطاع إلى الله تعالى الذي هو السلوك، ولا يتمُّ ذلك حتى يبقى بدنُه سالماً ونسلُه دائماً، ويَتِمُّ كلاهما بأسباب الحفظ لوجودهما وأسباب الدفع لِمُفسِداتِهما ومُهلِكاتِهما.
وأما أسباب الحفظ لوجودهما: فالأكل والشرب وذلك لبقاء