الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"نضَّرَ اللهُ امرأً سمع مَقالتي فواعاها فأدَّاها كما سمعها، فَرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى غير فقيه، وَرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقَه منه"؛ وهؤلاء سمعوا وأَدَّوْا، فلهم أجرُ الحمل والأداء، أدَّوْها إلى من هو أفقه منهم أو إلى غير فقيه. والمفسر المقتصر في علم التفسير على حكاية المنقول سامع ومُؤَدٍّ، كما أن حافظ القرآن والأخبار حامل ومُؤَدٍّ.
وكذلك علم الحديث يتشعب إلى هذه الأقسام سوى القراءَةِ وتصحيحِ المخارج، فدرجةُ الحافظ الناقل كدرجة معلم القرآن الحافظ له، ودرجةُ من يعرف ظاهر معانيه كدرجة المُفَسِّر، ودرجةُ من يعتني بعلم أسامي الرجال كدرجة أهل النحو واللغة، لأن السَّنَدَ والرِّوَاية آلة النقل، وأحوالهم في العدالة شرط لصلاح الآلة للنقل، فمعرفتهم ومعرفة أحوالهم ترجع إلى معرفة الآلة وشرط الآلة، فهذه علوم الصدف.
المبحث الثاني
علومُ اللُّباب
وهي على طبقتين:
أ- الطبقة السُّفْلى من علوم اللُّبَاب وهي علوم الأقسام الثلاثة التي سمَّيناها التوابع المتِمَّة:
- فالقسم الأول: معرفةُ قَصص القرآن، وما يتعلق بالأنبياء، وما يتعلق بالجاحدين والأعداء، ويتكفل بهذا العلم القُصَّاص والوُعَّاظ