فإن قال:(١) الكفار يريدون منهم وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر لا أريد إلا منه، والصلاحون ليس لهم من الأمر شيء ولكن أقصدهم أرجو من الله شفاعتهم.
فالجواب: أن هذا قول الكفار سواء بسواء وأقرأ عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: (والذين أتخذوا من دونه أوليا ءما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى){سورة الزمر، الآية: ٣} وقوله تعالى: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله){سورة يونس، الآية: ١٨} .
ــ
من عبد الصالحين، ومن عبد الأصنام والنبي صلى الله عليه وسلم الله قاتلهم على هذا الشرك ولم ينفعهم أن كانا المعبودون من أولياء الله وأنبيائه.
(١) قوله: "فإن قال" يعني هذا المشرك، الكفار يريدون منهم أي يريدون أن ينفعوهم أو يضروهم وأنا لا أريد إلا من الله، والصالحون ليس لهم من الأمر شيء، وأنا لا أعتقد فيهم ولكن أتقرب بهم إلى الله - عز وجل - ليكونوا شفعاء.
فقل له: وكذلك المشركون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم لا يعبدون هؤلاء الأصنام لاعتقادهم أنها تنفع وتضر ولكنهم يعبدونها لتقربهم إلى الله زلفى كما قال تعالى عنهم:(ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وقال: (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله (فتكون حالة كحال هؤلاء المشركين سواء بسواء.